فالذين يقولون: إن الإيمان في القلب ينطبق عليهم قول الجهمية ، وأما قول الكرامية فينطبق على من إذا خاطب أحداً ارتد، أو ألحد، أو كفر، أو ترك الصلاة؛ قال له: قل: لا إله إلا الله، فهذا هو مذهب الكرامية ، وإن كان كثير منهم الآن لا يعرفون ما هي الكرامية ، ولم يقرءوا عنها، ولم يسمعوها، لكن الشبهات تتوالد، والشيطان واحد، فالذي يلقن الشبهات للكرامية هو الذي يلقن أيضاً هذه الشبهات لمن بعدهم في أي زمان، وفي أي مكان، فيظن كثير من الناس أن الرجل إذا شهد: أن لا إله إلا الله؛ فمهما عمل بعد ذلك فإنه لا يكفر، ولهذا إذا خوطب من يعبدون الأصنام، ويتقربون إليها بالذبح والنذور والدعاء والخوف والرجاء، وهذه الأصنام قد تكون قبوراً، وقد تكون أشجاراً، وقد تكون أحجاراً؛ قالوا: إن هذا مسلم؛ لأنه يشهد أن لا إله إلا الله، فنقول: نعم؛ إنه يشهد: أن لا إله إلا الله بلسانه، لكنه يعمل هذه الأعمال الكفرية الشركية، فلا ينفعه ذلك.